اوباما وساركوزي وديمقراطية القمع للبطريرك الراعي
د.نسيب حطيط
تعرضت الديمقراطية الغربية واتباعها لصفعة جديدة ،بعد تصريحات البطريرك بشارة الراعي حول سلاح المقاومة و النظام في سوريا،دفاعا عن الوجود المسيحي في الشرق ،فهاجمه اهل بيته المسيحي ،وتطاول بعضهم لينصحه" بأكل الصعتر " و اخر بإتهامه بعدم المعرفة السياسية ،وجاء التوبيخ الغربي عبر سفير فرنسا باعلانه عن "خيبة الامل" الفرنسية ، وأعقبه الموقف الاميركي المتارجح بين تصريحات الوزيرة كلينتون التي قالت "ان الانتفاضات العربية ربما تؤثر على الاقليات"ومن ثم التسريبات الاعلامية لعتاب واستنكارالسفيرة الاميركية كونيللي، و والإشاعة بتجميد تاشيرة الدخول وعدم استقبال الرئيس اوباما له ،مما شكل اهانة لمدعي الديمقراطية وحرية الرأي الذين يثبتون عدم ديمقراطيتهم ورفضهم الراي الاخر اذا كان معارضا لمشاريعهم ، سواء كان بطريركا او شيخا او رئيسا او مقاوما ويصبح داعما للارهاب ويجب معاقبته ، باستثناء الارهاب الاسرائيلي و الاميركي والناتو ...
ان مايتعرض له البطريرك الراعي هو بعض مما تعرض له اسلافه ،خاصة البطريرك خريش عندما اعلن وقوفه ضد الحرب الاهلية وشكل مع الامام الصدر و المفتي حسن خالد ثلاثيا روحيا لحفظ الوحدة اللبنانية في ذروة الحرب الاهلية ،وكان احد اركان "هيئة نصرة الجنوب" والذي استعان بالرئيس السوري الراحل حافظ الاسد بعد تهديدات الراحل كمال جنبلاط بدخول بكفيا وجونيه،(كما يروي الوزير دلول)فكان رد الاسد لجنبلاط.: « أنا لن أدعك تقوم بذلك ...كان معي على الهاتف البطريرك خريش، وقال لي نحن أمانة في رقبتكم، من جهتي طمأنته ووعدته بأن كل شيء سيكون على ما يرام.."
البطريرك خريش سمع من الموفد الاميركي براون مايردد صداه البطريرك الراعي الان فقد قال براون (.. لقد قلت للرئيس فورد ان حل الازمة اللبنانية لا حل لها ما لم تحل القضية الفلسطينية، ويعتقد البعض ان الحل جاهز لدينا وهذا خطأ ،فالحل بين ايدي اللبنانيين)،وهذا مايعنيه البطريرك الراعي بأن المقاومة يجب ان تستمر لمنع التوطين ولتنفيذ القرار الدولي 194،وأن المقاومة ليست مسؤولية حزب او طائفة (الشيعة) بل مسؤولية اللبنانيين جميعا ، ويتذكر البطريرك الراعي عرض وزير الخارجية كيسنجر بتامين البواخر لهجرة المسيحيين بعدما تورط بعضهم و بتشجيع اسرائيلي لاشعال الحرب الاهلية وبعد حوالي 30 عاما يكررالرئيس الفرنسي ساركوزي (وفق ماسربته وسائل اعلامية) العرض الغربي لاستقبال مسيحيي لبنان وسوريا ، بعد تهجير المسيحين من فلسطين و العراق .
البطريرك الراعي يقوم بواجباته الكنسية و الاخلاقية لحفظ وجود رعيته و كنيسته وليس الاحتفاظ بكرسيه و لايأبه للعقوبات الدنيوية و السياسية،فقد تعرض البطريرك خريش للعقوبة عندما اغتيل ابن شقيقه المونسيور خريش الذي كان يدعو لتنفيذ دعوة الفاتيكان إلى الشباب اللبناني، من أجل التخلّي عن السلاح والانصراف إلى بناء الذات والوطن و المبادرة الى الحوار،وعوقب عندما اعترض بعض المسيحيين على مواقفه ليقول " ما كان يجب أن يُولّى ابن جبل عامل في جبل لبنان " .
إن طريق الجلجلة شاق لمن يريد اتباع السيد المسيح (ع) ضد لصوص الهيكل واحفادهم من الصهاينة و المحافظين الجدد ومن يتحالف معهم او يستجير بهم ،وقد جرب التعامل مع اسرائيل في الجنوب فانتهى لاجئا في اسرائيل،وجرب في الجبل و شرق صيدا وهجر المسيحيين ، وساهم في تصحر الوجود المسيحي في لبنان،حتى كسروان وجبيل، واذا استمرفي رهاناته الخاطئة سيقضي على الوجود المسيحي في سوريا ولبنان،منفذا المخطط الاميركي الصهيوني سواء بقصد او غير قصد .
ان مواقف البطريرك الراعي" الاستشهادية" تفرض على المسلمين وجوب ملاقاته في منتصف الطريق لحماية لبنان عبر مظلة امان روحية - سياسية،تحميها قوة الجيش و المقاومة ووحدة الشعب،ليربح الجميع مسلمين ومسيحيين،ويخسر العدو الاوحد.....اسرائيل